يبدو أن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بشركات الإنتاج وعلى رأسها شركة روتانا، التي أصبح اصدارها
لأي عمل فني رفاهية لا يحلم بها حتى كبار نجوم الشركة، يبدو أن هذه الأزمة وإن أضرت الساحة الفنية بمكان إلا أنها عادت عليها بفائدة قصوى تمثلت في إبعاد فنانات الإغراء اللواتي تصدرن الساحة طوال سنوات مضت، وبتن نجمات تملأ أخبارهن الصحف والمجلات وكليباتهن الشاشات وأغانيهن الإذاعات.
فقد راهنت محطة ميلودي منذ انطلاقتها على فنانات جعلتهن شعاراً لها، ضاربة عرض الحائط بكل الانتقادات التي طالتها وجعلت منها القناة الموسيقية الأشهر، فكانت نجماتها دانا، نانا، ماريا، دومينيك، بوسي سمير، مروى، ساندي وغيرهن من الفنانات اللواتي دخلن عالم الغناء من بوابة ما أطلق عليه تسمية الفن الاستعراضي، لتبرير اعتمادهن على الرقص على حساب الكلمة واللحن والصوت الجميل.
تنازلات فنية
وما لبثت السينما المصرية أن فتحت أبوابها لفنانات الاستعراض المستعدات لتقديم تنازلات يلهث خلفها المخرجون الجدد، إلا أن معظم أفلام هذه الفئة من الفنانات باءت بالفشل، ولم تحقق أي صدى يذكر، مثل أفلام مروى، دومينيك، نانا ورولا سعد، وحدها الفنانة هيفاء وهبي القادمة من عالم الاغراء تمكنت من اثبات نفسها كممثلة محترفة في فيلمها الاول «دكان شحاتة» تحت ادارة المخرج خالد يوسف الذي راهن عليها ولم تخيّب أمله، كذلك نجحت قبلها الفنانة نيكول سابا في حجز مكان لها على خارطة السينما المصرية وإن كانت انطلاقتها في فيلم «التجربة الدنمركية» لم تخرجها من اطار المرأة المثيرة.
مغامرة فاشلة
وبما أن المغامرة بأفلام فاشلة لا تستهوي المنتجين، فقد اعتكف صناع السينما في القاهرة عن الاستعانة بتلك الفنانات اللواتي لا يمتلكن من الموهبة سوى التعري امام الكاميرا، في وقت اثبت فيه الجمهور انه لم يعد يرتاد السينما لمشاهدة فنانات الاثارة شبه عاريات، مع الخدمات المجانية التي يقدمها لهم الانترنت والفضائيات، فعادت السينما إلى قواعدها سالمة مع بعض الاستثناءات القليلة.
ومع اقصاء السينما لفنانات الاغراء، بقي الكليب ملعبهن الوحيد، من خلال اطلاقهن اغاني منفردة وتصويرها وطرحها في الاسواق كل ثلاثة اشهر على ابعد حد، حيث لم تجرؤ الا قلة منهن على اطلاق البومات كاملة لم تحقق مبيعاً في سوق الكاسيت، ليبقى ملعبهن الوحيد الفضائيات التي تمرر كليباتهن الجريئة.
وفجأة اختفت دانا، أعلنت عن زواجها وحملها وانجابها، ولأن الاضواء استهوتها فقد عقدت مؤتمرا صحفيا قبل اشهر حضره قلة من الصحافيين الباحثين عن الاثارة، واعلنت خلاله عن قرب عودتها الى عالم الغناء بعد وضعها مولودها الاول، وما لبثت ان وزعت صورها وهي حامل على الصحافيين دون ان يفوتها اخبارهم بمعاناتها مع الحمل.
الا ان دانا وضعت مولودها قبل اشهر، ولم تعد الى الغناء، رغم الإشاعات التي تداولت خبر طلاقها وقرب عودتها بقوة الى الساحة الفنية.
بدورها لم تكد الفنانة السورية نانا تستثمر فيلمها الاباحي الذي صورته مع خطيبها السابق، حتى خفت وهجها ولم تعد تظهر عبر قناة ميلودي التي تبنت اغنيتها الوحيدة «كلهن بدهن نانا»، فعادت الى الساحة الفنية من خلال مقابلات اعلنت فيها انها ستعود بأغان طربية لكنها لم تعد والأرجح انها لن تعود.
حكاية مروى
الفنانة مروى التي ضجت الصحافة بخبر زفافها الاسطوري الذي اعلنت انها ستحتفل به على طريقة الف ليلة وليلة ولم يتم بعد، اختفت بأغانيها الهابطة وأفلامها الشعبية التي لم تحقق ايرادات تذكر، رغم اعلانها مرات عدة عن تحضير اغان جديدة يبدو انها ستبقى في ادراج الفنانة.
ولعل الفنانة قمر التي انطلقت عبر ثلاث أغنيات هي كل رصيدها الفني، هي الاكثر حظاً في الشهرة، اذ انها تنتظر مولودها من رجل الفضائيات الشهير الذي تقول انها تزوجته زواجا عرفيا، قبل ان يتبرأ من مولودها ويهددها بالقتل حسب تصريحاتها التي وضعتها في دائرة اهتمام الصحافة الفنية، لا سيما أنّ ولادة الطفل وما سيترتب عليها من مشاكل قانونية مع والد يرفض الاعتراف به، وجهوزية الفنانة للشكوى امام الصحافة، سيضعها تحت الاضواء مجددا ولو من دون أغنية جديدة أو كليب مثير.
تصميم دومينيك
اما الفنانة دومينيك، فتبدو الوحيدة بين زميلاتها القادرة على الاستمرار اذ انها تنفق من جيبها الخاص على اعمالها الفنية، وتطلق بين الحين والاخر اغاني شعبية دون ان يفوتها ان شهرتها لا تقوم على الغناء فحسب.
فبعد قصتها الغرامية مع زوجها الايراني التي تابعنا فصولها على لسان النجمة، أعلنت هذه الاخيرة عن انفصالها عن زوجها وعن قرب طلاقهما لأسباب شرحتها بالتفصيل دون ان تبدو مقنعة.
ولأن دومينيك تدرك أن عجلة الانتاج لا تسير دوما كما تشتهي، فإنها تحاول بين الحين والآخر الاضاءة على جوانب شخصية تتخطى فيها الركود الفني، وانطفاء وهج اغنيتها الجديدة في انتظار أغنية أحدث.
في وقت أصبحت فيه الفنانة نجوى كرم تعاني لإصدار البومها الجديد، لم يعد مستغربا ان تنكفىء فنانات لا يمتلكن من مقومات الغناء ما يمكنهن من الحرب على جبهة الركود الفني الذي ضرب كبار النجوم وجرف معه موجة انصاف الفنانين في حملة تطهير كانت الساحة بأمس الحاجة اليها ولو على حساب اصحاب المواهب الذين يبدو ان الساحة ستفتح ذراعيها لهم قريباً.